في خطوة مفاجئة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إغلاق قناة “الحرة”، الناطقة بالعربية، والتي تُمول من قبل الحكومة الأمريكية.
وأثار القرار الذي شمل وسائل إعلام أخرى ناطقة بالعربية جدلًا واسعًا حول مستقبل الإعلام الأمريكي الموجه إلى الشرق الأوسط، خاصة أن “الحرة” كانت تُعتبر منصة رئيسية لنقل وجهات النظر الأمريكية إلى العالم العربي.
وفي 14 مارس 2025، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتقليص حجم البيروقراطية الفيدرالية، مما أثر على عدة وكالات إعلامية ممولة حكوميًا، بما في ذلك “الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي” (USAGM) التي تشرف على مؤسسات مثل “صوت أمريكا” و”راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي” و”شبكة بث الشرق الأوسط” (MBN) التي تدير قناة “الحرة”.
وبعد توقيع الأمر التنفيذي خاطب جيف غيدمان الرئيس التنفيذي والمدير العام لشبكة الشرق الأوسط للبث جميع الموظفين في المؤسسات التابعة للشبكة ومن بينها “الحرة” ومنصاتها الرقمية، وعبر عن خيبة أمل من الرسالة التي تلقاها من كاري ليك الرئيسة التنفيذية بالإنابة للوكالة الأمريكية للإعلام، أن الشبكة لم تعد تستحق التمويل.
تأتي هذه الخطوة بعد نحو عشرين عامًا من إطلاق القناة، التي كانت تُعد منصة رئيسية لنقل وجهة النظر الأمريكية إلى العالم العربي، منذ انطلاقتها عام 2004، حيث ركزت على تغطية الأحداث العالمية، وخاصة تلك المتعلقة بالسياسة الأمريكية، وهدفت إلى تقديم خطاب إعلامي يعزز قيم الديمقراطية وحرية التعبير، حسب إدارتها.
ويجابه التوجه لإغلاق وسائل الإعلام والمنصات الناطقة بالعربية في الولايات المتحدة بمعارضة كبيرة، حيث يدافع المسؤولون عن أهميتها ودورها في خدمة مصالح أمريكا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لكن في المقابل يرى موظفو البيت الأبيض أن تمويل هذه المؤسسات الإعلامية عبء على دافعي الضرائب الأمريكية، ضمن التوجه لترشيد النفقات غير الضرورية.