“الملك العائد”: خوان كارلوس يعود إلى إسبانيا ومذكراته تفجّر أسرار الحب والمال والسياسة

في عودة طال انتظارها، يحطّ الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الأول مساء اليوم الأربعاء في بلاده، قادمًا من مقر إقامته في أبوظبي، وسط ضجة إعلامية غير مسبوقة أثارتها مذكراته الجديدة، التي ينتظر صدورها في فرنسا يوم 5 نوفمبر المقبل.

وسيتوجه الملك العائد أولاً إلى مدينة فيتوريا بإقليم الباسك لإجراء فحوص طبية، قبل أن يواصل رحلته إلى لشبونة ثم إلى سانخينخو في غاليسيا، حيث يشارك في سباقات القوارب يومي 8 و9 نوفمبر، وكأنه يعود ليبحر مجددًا في بحر الجدل الذي لم يهدأ منذ تنازله عن العرش عام 2014.

مذكرات خوان كارلوس، التي تتجاوز 500 صفحة وتحمل عنوان “المصالحة” (Réconciliation)، كتبها بالتعاون مع الكاتبة الفرنسية لورنس ديبراي، وتكشف لأول مرة عن اعترافات صريحة من الملك السابق الذي قال إنه ارتكب “أخطاء وضعفًا في التقدير تحت تأثير الحب والصداقة”، معترفًا بأن قبوله مبلغ 100 مليون يورو من العائلة المالكة السعودية كان خطأً، كما أشار إلى أن الجنرال أرماندا خانه خلال محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1981.

وقال الملك إنه قرر كتابة هذه المذكرات بعدما لاحظ أن الأجيال الجديدة باتت تجهل عهد فرانكو ومرحلة الانتقال الديمقراطي، مؤكدًا أنه أراد تقديم شهادته بنفسه “بعد 39 عامًا من الخدمة العامة”.

ومن المقرر أن تصدر المذكرات في إسبانيا في ديسمبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى الخمسين لعودة النظام الملكي، في خطوة يرى مراقبون أنها محاولة من خوان كارلوس لترميم إرثه التاريخي.

لكن، كما في كل مرة، تعيد هذه العودة فتح الملفات القديمة حول حياته الشخصية والمالية، لتبقى سيرة الملك الذي قاد التحول الديمقراطي في بلاده مزيجًا من المجد والجدل… والحب والسياسة والمال.

شارك على