غزواني يتجول بآية قرآنية بين مقاطعات الحوض الشرقي

عادةَ ما تحمل الطائرات التي تقل الرؤساء والملوك أسماء مختلفة، تشترك في كونها تتميز بدلالة رمزية وخصوصية دالة، مثل اسم مدينة أو علم أو شخصية وطنية. ومن المعلوم أن طائرة الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئاسية الخاصة، تحمل اسم “شنقيط”، وهو اسم ذو رمزية ثقافية وروحية بالنسبة للموريتانيين. فهو علم على مدينة تاريخية عريقة عُرفت بكونها منارة للعلم والحج وملتقى القوافل خلال قرون طويلة.

غير أن المروحية العسكرية التي يستقلها الرئيس غزواني في تنقلاته الحالية بين مقاطعات الحوض الشرقي هذه الأيام، لفتت الأنظار، بعدما كُتبت عليها آية قرآنية بخط بارز تقول: “والله يعصمك من الناس”. وهي آية ذات معنى قوي يتعلق بالحفظ والرعاية والطمأنينة.

هذا الاختيار الرمزي يفتح باب التأويلات حول رسالة الطمأنة التي قد تُراد منه، سواء باتجاه الداخل أو الخارج؛ فالرئيس يجري هذه الزيارات في ظرفية أمنية خاصة بدولة مالي المجاورة، وداخليا في جو سياسي منفتح على ملفات اجتماعية واقتصادية حساسة، مع تزايد الحضور الشعبي في أماكن التجمعات والاستقبالات، وارتفاع وتيرة النقاش العام في البلاد.

ومن جهة أخرى، قد يكون اختيار الآية مجرد بعد شخصي أو وجداني للرئيس نفسه، بما ينسجم مع سيرته المعروفة بالهدوء، وعدم الانفعال، والحرص على الاتزان في الخطاب والسلوك.

وفي كل الأحوال، تبقى الرموز سواء كانت آية قرآنية أو غيرها، في الحياة السياسية أقوى من الكلمات المباشرة، إذ تعمل بصمت، وتنتقل بين الوعي واللاوعي العام، وتنسج طبقات من المعنى لا يُفهم أثرها إلا مع الزمن.

شارك على