داهي محمد الأمين أحمادو*
قدم الشيخ عبد الله ولد بيه محاضرة حديثة في الدراسات القرآنية المنهج والسياق جال فيهاوأفاض في جوانب عديدة ومع أن الشيخ حرص على الاختصار وعلى ألا يشتت سماع الحاضرين والمتلقين إلا أن وقت المحاضرة زاد على ساعة من الزمن لكن متعة الإلقاء ووفرة المضمون تنسي المستمع والمتلقي البعد الزمني وتجعله يتمنى لو استمر الشيخ ساعات وساعات.
تحدث الشيخ حفظه الله عن مناهج التفسير من خلال اعتماد مراجع التفسير ومرجعياته.
المرجع الأول: القرآن الكريم
المرجع الثاني: السنة النبوية
المرجع الثالث : أقوال الصحابة وخاصة الخلفاء الأربعة ثم ابن عباس وزيد بن ثابت وابن الزبير وأبو موسى الأشعري رضي الله عن الجميع.
المرجع الخامس: اللغة أي ما يفهمه العرب من القرآن وأفاض فيه الشيخ واستغرق أكثر وقت المحاضرة.
ثم تحدث عن مدارس التفسير:التفسير بالمأثور: الطبري والسيوطي
التفسير بالفقه: القرطبي ابن العربي والرازي الحنفي
التفسير بالبلاغة: الزمخشري
وبين أن كل مدرسة تعتمد مذهبها متخذا مثالاً من تفسير الزمخشريالتفسير الإشاري أوالمدرسة الإشارية: وأتى بأمثلة منها تفسير بن عباس لسورة الفتح وفهْم عمر رضي الله عنه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي يرحمك الله أنها إشارة لموته .
ثم تحدث عن دلالات اللغة ومزالق التأويل :
مفرقاً بين الخلاف الحميد وهو الخلاف الفقهي والخلاف المرهِق للأمة أي الخلاف العقائدي
وبين كيف تتناسل الدلالات
ذاكراً الدلالات المتفق عليها :
مؤطراً لذلك بقوله: العلاقة بين اللفظ والمعنى منها تتناسل الدلالات
وقد اتُّفق على :
دلالة الوضع وتنقسم إلى:
دلالة المطابقة
دلالة التضمن
دلالة الالتزام
معرفا كل واحدة مبينا أن الدلالات تحكمها ثلاث دلالات وهي:
دلالة الوضع
دلالة الاستعمال
دلالة الحمل “وهي مكان الإشكال “
وقال بأن كل مدرسة تتحدث وهي تنظر إلى النصوص من خلفيتها الفكرية ” الخوارج نموذجاَ”
ثم تحدث عن ضوابط التفسير
مبرزاً دور التجديد وأنه لايمكن بدون تراكم معرفي وقسمه إلى:
تجديد في آيات الأحكام
وتجديد في آيات الإيمان وأن المقبول منه هو التجديد الترجيحي بشرط أن يكون مؤسساً
ثم تحدث عن السياق ووصفه بأنه حاكم وقال كل آية لها سياق وذكر آيات الاستئذان وجاء بأمثلة من خارج القرآن
ثم تحدث عن أقسام التأويل وقسمه إلى
بعيد وقريب وعبثي
وقال بأن من يفسر دون أدوات التفسير الحقيقية كمن يحاول فتح خزائن الذهب بمفاتيح الخشب
ختاماً :
كانت المحاضرة مذاكرة غنية تركزت حول فقه اللغة والسياق وضبط التأويل والعناية بالبحث التفسير العلمي المقبول منه والمردود
فهنيئا للباحثين وطلاب العلوم الشرعية واللغوية وحفظ الله الشيخ ومتعه بالعافية والصحة.
*كاتب وباحث مقيم بدولة الكويت
